ملخص عن كتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (نسخة منقحة)
يعد هذا الكتاب من أجل وأشمل ما صنف في بابه، وهو كتاب عظيم القدر، كثير النفع، يبحث في السلوك وتزكية النفس، أقرب ما يكون إلى التصوف الحقيقي، ومعانيه، ودرجاته، ومراتبه، بالإضافة إلى تضمينه شيئًا من العقائد الصحيحة التي ينبغي أن تكون أساسًا عند المسلم. والكتاب بطوله -وكما يظهر من عنوانه- هو امتداد لتفسير سورة الفاتحة، وقد حوى الكتاب فوائد، وفرائد لا توجد في غيره، فلذلك كثر اعتناء العلماء به، فشرحه جماعة منهم، واختصره آخرون. وحاول المصنف أن يكون هذا الكتاب منارًا للرشد، ودليلًا لصراط الله المستقيم بشرح متن منازل السائرين، وتبسيطه، وردّ أخطائه، وتوضيح أوهامه وشطحاته، مع تقديمه لكثير من المخاطبات القلبية ذات القيم التربوية.
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، شمس الدين، أبو عبد الله، المعروف بابن قيم الجوزية، من أركان الإصلاح الإسلامي، وأحد كبار العلماء، ولد في دمشق سنة (691هـ)، وتتلمذ لشيخ الاسلام ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ما يصدر عنه، وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق، وأهين وعذب بسببه، وطيف به على جمل مضروبًا بالعصي، وأطلق بعد موت ابن تيمية، وكان حسن الخلق محبوبًا عند الناس، أغري بحب الكتب، فجمع منها عددًا عظيمًا، وكتب بخطه الحسن شيئًا كثيرًا، وألف تصانيف كثيرة، وتوفي سنة (751هـ).